احتضنت قاعة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يوم الأربعاء 22 مارس 2023، يوما دراسيا حول موضوع:" العنف بالوسط المدرسي على ضوء مقتضيات القانون الجنائي المغربي والمقاربة الحقوقية"، تحت شعار: "معا لتعبئة وتظافر الجهود تعزيزا لحق الحماية" ، ويأتي هذا اليوم الدراسي، المنظم من طرف المديرية الإقليمية بتارودانت بشراكة مع النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتارودانت، في سياق تنفيذ مقتضيات المشروع 17 ضمن مشاريع تنزيل القانون الإطار 51.17 والإتفاقية الإطار للشراكة والتعاون بين الوزارة ورئاسة النيابة العامة، وتميز هذا اليوم الدراسي بمشاركة السيد الكاتب العام لعمالة إقليم تارودانت ، والسيد وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت، ونائبه، والسيد قاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية بتارودانت، والسيد رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الاقليمية بتارودانت ، والسيد رئيس مصلحة الشؤون الادارية والمالية، والسيد رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتشيط والانتاج التربوي، والسيد رئيس قسم العمل الإجتماعي بعمالة إقليم تارودانت ، والسيد رئيس جمعية أمان لحماية الطفولة بتارودانت، كما عرف هذا اليوم الدراسي حضورا مهما للسيدات والسادة مديري المؤسسات التعليمية والمفتشين التربويين وممثلو المصالح الخارجية المعنية وضباط الشرطة القضائية وممثلي فيدرالية جمعية آباء وأولياء التلاميذ وممثلي الجمعيات الشريكة في المجال.
افتتحت فعاليات هذا اليوم الدراسي الذي امتد من الساعة 09:30 صباحا إلى الساعة 14:30 بعد الزوال بآيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، أتت بعدها كلمة للسيد أحمد أيت حبان مسير الجلسة ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة ومنسق المشروع 17 ضمن مشاريع تنزيل القانون الإطار 51.17 بالمديرية الإقليمية بتارودانت، حيث رحب وشكر خلال كلمته مختلف المشاركين والحاضرين ثم تحدث بعد ذلك عن السياق العام لهذا لليوم الدراسي والمرجعيات المؤطرة له، ليتناول الكلمة بعده السيد الكاتب العام لعمالة إقليم تارودانت الذي رحب بدوره بالجميع وأكد مدى أهمية هذه المبادرات لتعزيز حق الحماية ومحاربة العنف بالوسط المدرسي في ظل اتفاقية الوزارة مع شركائها وكافة المتدخلين، بغية محاربة هذه الظاهرة بجميع أشكالها تنزيلا لما جاء في اعلان مراكش 2020 والذي يعد مبادرة مبتكرة لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، والهادفة لتعبئة كل القطاعات المعنية في اطار مبادرات مشتركة وأخرى خاصة لضمان تطبيق المقتضيات القانونية من اجل الوقاية من العنف، وقدم كذلك منجزات وأرقام حول ما حققه إقليم تارودانت بفضل الأوراش الملكية المفتوحة والحصيلة الايجابية لها من خلال برامجها المختلفة في مجال الحماية الاجتماعية وتنزيلها لمجموعة من المشاريع التي تدخل ضمن برنامج التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع والتي ستستفيد منها النساء في وضعية هشاشة بغلافات مالية مهمة إلى جانب برامج أخرى مختلفة وباقي تدخلات الفاعلين والشركاء والتي تصب كلها حول تحقيق الحماية الاجتماعية.
ومن جانبه تناول السيد وكيل الملك لدى ابتدائية تارودانت الكلمة، الذي رحب بدوره بالجميع وبدأ مداخلته باعتبار الجلسة فرصة لفتح باب النقاش البناء والهادف وجسرا للتواصل وتبادل التجارب والخبرات الهادفة لإيجاد الحلول لمختلف الاشكالات التي تهم موضوع العنف المدرسي وتعزبز الأمن الاجتماعي وذلك للقضاء على كافة أشكال التمييز والعنف باعتبار أن العنف بالمؤسسات التعليمية هو واقع يومي تؤكده مختلف تقارير المنظمات الدولية، والذي تبقى نسبته ضئيلة ببلادنا نظرا لمجهودات الأسرة التعليمية وحسن تعاملها ودورها البارز في التقليل من مظاهر العنف ثم دور الضابطة القضائية وتدخلاتها بشكل دوري لحماية محيط المؤسسات التعليمية، وأشار السيد الوكيل إلى أن العقوبات الزجرية وحدها تبقى غير كافية للحد من الظاهرة بل لابد من تظافر كافة الجهود ومواصلة الاشتغال مع كل المتدخلين لاحتوائها والحد منها.
ومن جهته تناول السيد رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والمالية كلمته التي قدمها بالنيابة عن السيد المدير الإقليمي للمديرية الإقليمية بتارودانت ،حيث رحب من خلالها بالشخصيات الحاضرة والمتدخلين وكل الحاضرين وقدم لهم الشكر والتقدير لتلبيتهم الدعوة ثم قدم إطارا عاما حول الموضوع ومحاوره الأساسية والأهداف المتوخاة منه.
أعقبته تدخلات أخرى لكل من السيد نائب الوكيل وقاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية لتارودانت وممثلة قسم العمل الاجتماعي بعمالة تارودانت همت موضوع اليوم الدراسي كل من موقعه واختصاصه، ليتدخل بعدهم الدكتور ميلود أزرهون ممثل الاكاديمية الجهوية والذي قدم عرضا مفصلا حول العنف بالوسط المدرسي، والتمييز بين مختلف أشكاله مع تحديد الأسباب الرئيسية له، وإبراز بعض عواقب العنف على الأطفال في الوسط المدرسي و بعض الحلول لتجنبه.
وبعده قدم السيد رئيس جمعية أمان مداخلته التي أكد فيها أن ملف العنف بالوسط المدرسي هو ملف مندمج لايمكن لقطاع لوحده إيجاد حلول له ، ودعى في ذات السياق لتكثيف الجهود المشتركة بين مختلف المتدخلين ، مبرزا دور ومجهودات جمعية آمان في المجال.
ليتم فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين قدموا أسئلتهم وتدخلاتهم التي عقب عليها المتدخلون في هذه الجلسة كل حسب اختصاصه.
وفي الختام رفع المشاركون في اليوم الدراسي برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.